بيان المحتويات

أولا - الموجز

ثانيا - رصد عدد ناقصي الأغذية، ومدى انتشار ظاهرة نقص الأغذية وعمقها

ثالثا - رصد الظروف الرئيسية الحالية

رابعا - رصد الاتجاهات وقياس درجات التعرض: أحدث التطورات

أولا - الموجز

1 -    تجاوبا مع التوصيات التي أعربت عنها لجنة الأمن الغذائي العالمي في دورتها الخامسة والعشرين، تعرض هذه الوثيقة التقديرات الأخيرة لعدد ناقصي الأغذية والمعلومات ذات الصلة بالغذاء والصحة والوضع التغذوي على النطاق العالمي. ويعقب هذا استعراض سريع للوضع الراهن فيما يتعلق بتوافر الأغذية وفرص الحصول عليها على الصعيدين القطري والعالمي. وتوجز الوثيقة التقدم الأخير في تطور جملة من المؤشرات الأساسية والأرقام الإرشادية التي يمكن استخدامها في رصد توجهات كلا عنصري الإنتاج الغذائي ودرجات التعرض.

2 -    استخدمت قواعد البيانات المنقحة لإعداد أحدث التقديرات عن عدد الأشخاص ناقصي الأغذية ودرست في القسم الثاني من هذه الوثيقة. وبالإضافة إلى ذلك جرى عرض مدى انتشار ظاهرة نقص الأغذية (نسبة الأشخاص ناقصي الأغذية من مجموع سكان البلاد) والتي استنتجت من هذه الأرقام. وبما أنه لم تقدم سابقا معلومات عن مدى حدة انعدام الأمن الغذائي، فقد استكملت هذه الأرقام بالبيانات الجديدة عن مدى عمق نقص الأغذية. وعلاوة علي ذلك، يمكن - من خلال تصنيف البلدان وفقا لدرجة الحرمان من الأغذية - القياس الذي يجمع بين مدى انتشار ظاهرة نقص الأغذية وعمقها - رصد تقدم البلدان نحو تحقيق أهداف مؤتمر القمة العالمي للأغذية بصورة أفضل. كما جرت الاشارة الى النتائج الأولية لهذا التوجه الجديد في هذا القسم من الوثيقة. وأخيرا جرى عرض موجز للحالة الراهنة المتعلقة بالوضع الصحي والتغذوي، والتي تمثل النتائج التي يتوق إلى تحقيقها الأمن الغذائي.

3 -    ويشير القسم الثالث إلى الأوضاع الراهنة ذات الصلة بتوافر الأغذية وفرص الحصول عليها والتي ستؤثر في عدد ناقصي الأغذية في العالم. وفي هذا السياق فإن الأداء الاقتصادي الشامل كما تحدده حصة الفرد من إجمالي الناتج المحلي ونسبة الصرف على الغذاء من الدخل، استخدم لرصد التطور في جانب فرص الحصول على الأغذية. وفيما يتعلق بتوافر الأغذية فإن الحالة الراهنة للعرض والطلب على السلع الغذائية الرئيسية قد جرى تلخيصها. وبعد ذلك جرى رصد المتغيرات في المؤشرات المنتقاة للأمن الغذائي والقائمة على السوق. كما جرت مناقشة المعلومات عن مدى انتشار ظاهرة حالات الطوارئ الغذائية فضلا عن التحولات في تدفق المعونات الغذائية. وأخيرا جرى تلخيص الحالة الراهنة ذات الصلة بإيرادات واردات الحبوب للدول النامية.

4 -    ويتضمن القسم الرابع من هذه الوثيقة مناقشة موجزة للتقدم الحاصل في اختيار المؤشرات الأساسية لاستخدامه في رصد انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية على الصعيد العالمي. ففي خلال السنوات الأخيرة، تكرر اقتراح وضع واحد أو أكثر من الأرقام الدليلية المركبة والتي يمكن استخدامها سوية مع المؤشرات الفردية المتغيرة في تقارير التقييم القادمة. وتنفيذا لهذا الاقتراح، قدم إطار مفاهيمي في هذا الوثيقة لوضع رقم دليلي لفرص الحصول على الغذاء.

ثانيا - رصد عدد ناقصي الأغذية، ومدى انتشار ظاهرة نقص الأغذية وعمقها

والنتائج ذات الصلة بالوضع الصحي والتغذوي

ألف - تقديرات عدد ناقصي الأغذية ومدى انتشار ظاهرة نقص الأغذية

5 -    تشير آخر التقديرات لعدد ناقصي الأغذية بأن 792 مليونا من السكان في البلدان النامية و34 مليونا في البلدان المتقدمــة كانوا لا يزالون يعــانون من نقـص الأغذيـة خلال الأعوام 1996-1998 (أنظر الجدول الملحق رقم 1، والشكل 1). إن العدد الكلي للسكان ناقصي الأغذية والبالغ عددهم 826 مليونا في العالم لا يمثل تغييرا عن تقديرات السنة الماضية. وعلى النطاق الإقليمي أيضا لم تتغير الصورة إلا قليلا منذ العام الماضي. ويظهر هذا أن مسار الانحدار وانخفاض عدد ناقصي الأغذية الذي لوحظ بوضوح في النصف الأول من التسعينات (بمعدل 8 ملايين شخص سنويا) قد تعرقل في عام 1998. والتفسير المحتمل لهذا الأمر يكمن في سوء الأوضاع الاقتصادية والمناخية التي أثرت في مناطق واسعة من العالم النامي في ذلك العام (الأزمة المالية وظاهرة النينيو).

6 -    وكان مسار الانخفاض السابق يقل كثيرا عن النسبة المطلوبة لبلوغ هدف مؤتمر القمة. ويعني التباطؤ الحالي بأن معدل الانخفاض في عدد ناقصي الأغذية يجب أن يكون أكبر في السنوات القادمة ليكون بالإمكان التعويض عن التأخر الحاصل. وتظهر التقديرات الجديدة للأعوام 2015 و2030 بأن انخفاض عدد ناقصي الأغذية في العالم النامي بحلول 2015 سيبقى دون أهداف مؤتمر القمة العالمي للأغذية، رغم أن التقديرات الآن متفائلة أكثر مما كانت عليها في وقت انعقاد المؤتمر. واستنادا الى هذه التقديرات الأخيرة، فإن عدد ناقصي الأغذية في العالم النامي سيهبط إلى حوالي 580 مليون شخص بحلول عام 2015 (أنظر الشكل الأول). في حين أن هـدف مؤتمر القمة والذي حدد ناقصي الأغذية برقم لا يتجاوز 400 مليون شخص، لن يجري تحقيقه إلا بحلول عام 2030.

الشكل رقم 1: عدد ناقصى الأغذية فى العالم النامى: المستويات الملاحظة والمتوقعة
مقابل الهدف الذى حدده المؤتمر

7 -    يظهر تحليل الأقاليم المختلفة بأن عدد ناقصي الأغذية سينخفض في جنوب وشرق آسيا بحلول عام 2015 إلى مستويات قريبة من تلك التي حددها مؤتمر القمة كهدف لها، في حين أن الحالة في أفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأدنى وشمال أفريقيا ستبقى بعيدة عن الهدف، بينما ستكون أقاليم جنوب شرق آسيا، أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي في موقع متوسط.

8 -    عموماـ تعكس التقديرات الجديدة بصورة رئيسية استمرار الهبوط القائم منذ فترة طويلة في ظاهرة انتشار نقص الأغذية في آسيا، الذي كان قد بدأ في 1969-1971 في شرق آسيا و1979-1981 في جنوب القارة الآسيوية. ففي أكبر بلدين في آسيا - الهند والصين - سيحقق تباطؤ النمو السكاني والنمو الكبير في إجمالي الناتج المحلي نموا هاما تقريبا في توافر نصيب الفرد من الأغذية بين 1995-1997 و2015. ويتوقع بأن معدل ثقل نسبة ناقصي الأغذية لهذين البلدين معا سيهبط من 17% في الأعوام 1995-1997 إلى 7% في عام 2015.

9 -    في أفريقيا جنوب الصحراء لا تبدو التوقعات إيجابية. ويقع في هذا الإقليم أكثر بلدان العالم فقرا التي تسود فيها ظاهرة نقص الأغذية بدرجة عالية مع فرص محدودة للنمو الاقتصادي، خصوصا في الأجزاء الوسطى والجنوبية والشرقية من القارة. ففي حين يتوقع هبوط في نسبة ظاهرة انتشار ناقصي الأغذية من 33% في الأعوام 1995-1997 إلى 22% عام 2015، فإن النسبة العالية لنمو السكان تعني بأن العدد الحقيقي للأفراد ناقصي الأغذية سيزداد بصورة طفيفة من الآن وحتى عام 2015. ويظهر بعض البلدان الفقيرة جدا في شرق آسيا، ومنطقة البحر الكاريبي والشرق الأدنى خصائص مماثلة ولديها إمكانيات قليلة لخفض عدد ناقصي الأغذية إلى النصف بحلول عام 2015.

باء - تقديرات مدى عمق نقص الأغذية

10 -    لا توفر قياسات (عدد ناقصي الأغذية) و (انتشار ظاهرة نقص الأغذية) المعلومات عن مدى شدة انعدام الأمن الغذائي. ففي البلدان التي لديها نفس النسبة من الأشخاص ناقصي الأغذية، قد تختلف حالة الأفراد المنتمين إلى مجموعة ناقصي الأغذية إلى حد كبير. لذلك ولوضع تقييم أشمل لمسألة انعدام الأمن الغذائي، يجب تكملة تقديرات ظاهرة انتشار نقص الأغذية بالقياسات التي تشير إلى مدى عمقها أو خطورتها. والمنهج المعتمد لهذا المقترح يقوم على حساب متوسط العجز في نصيب الفرد من أغذية الطاقة. وسيظهر هذا حجم النقص في إمدادات أغذية الطاقة على أساس الفرد الذي يعاني من نقص الأغذية بالمقارنة مع الحد الأدنى من المعدل المطلوب من أغذية الطاقة.

11 -    يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار بأن الحد الأدنى المطلوب للطاقة يشير إلى حاجة الإنسان للبقاء على قيد الحياة والقيام بنشاط بدني بسيط. لذلك تعطى القياسات تقديرات معتدلة للعجز في أغذية الطاقة لناقصي الأغذية. وبناء على الحسابات فإن متوسط العجز لنقاصي الأغذية يقع ضمن نطاق 130-490 سعرا حراريا للشخص في اليوم الواحد، مع أرقام تتفاوت إلى حد كبير بين مختلف البلدان في الأقاليم وشبه الأقاليم المختلفة (أنظر العمود الرابع من الجدول الأول المرفق). وللحصول على التقييم الأولي للنتائج، صنفت البلدان البالغ عددها 151 التي خضعت للملاحظة إلى مجاميع على الأسس التالية:

• عمق طفيف لظاهرة انتشار نقص الأغذية: يبلغ متوسط العجز في أغذية الطاقة للشخص في هذه الحالة أقل من 200 سعر حراري/في اليوم
• عمق متوسط لظاهرة انتشار نقص الأغذية: متوسط العجز في أغذية الطاقة للشخص يقع بين 200 و300 سعر حراري/في اليوم
• عمق كبير لظاهرة انتشار نقص الأغذية: ويبلغ متوسط العجز في أغذية الطاقة الغذائية للشخص أكثر من 300 سعر حراري/في اليوم

لوحظ مدى العمق الطفيف لظاهرة انتشار نقص الأغذية (متوسط العجز في أغذية الطاقة للفرد ناقص الأغذية، أقل من 200 سعر حراري/في اليوم) في 68 بلدا (معظمها من البلدان المتقدمة)، في حين لوحظ العجز المتوسط والعالي في أغذية الطاقة في 60 و23 بلدا على التوالي. وكان من بين البلدان التي وجدت لظاهرة نقص الأغذيـة فيها عمقـا كبيــرا 3 في آسيا والمحيط الهادي، و1 في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، و1 في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا و18 بلدا في أفريقيا جنوب الصحراء. ومن بين بلدان المجموعة الأخيرة كان هناك 11 بلدا بلغ معدل العجز للشخص فيها 310-350 و4 بلدان بمعدل عجز 360-400 و3 بلدان مع معدل عجز أكثر من 400 سعر حراري/في اليوم.

جيم - تصنيف البلدان وقياس التقدم وفقا لدرجة الحرمان من الأغذية

12 -    من أجل إعطاء موازنة أكثر إنصافا لكل من ظاهرة انتشار نقص الأغذية ومدى عمقها أثناء عملية رصد التقدم نحو أهداف مؤتمر القمة، جرى تطوير منهج لتصنيف البلدان وفقا لدرجة الحرمان من الأغذية. ومن أجل القيام بهذا العمل جرى تحديد ثلاثة أنماط من ظاهرة انتشار نقص الأغذية، منخفض (نسبة ناقصي الأغذية أقل من 5%)، متوسط (نسبة ناقصي الأغذية بين 5 و19%) وحاد (نسبة ناقصي الأغذية حوالي 20%). وفي الخطوة الثانية جرى توليف هذه الأنماط مع ثلاثة أنماط من عمق ظاهرة نقص الأغذية والتي جرت الإشارة إليها أعلاه. ووضعت مصفوفة تبين عدد البلدان في كل توليفة من التوليفات التسع المركبة من تعمق وانتشار نقص الأغذية (أنظر الجدول رقم 1).

الجدول رقم 1: عدد البلدان المصنفة وفقا لدرجة الحرمان من الأغذية⁽¹⁾

13 -    من الاحتمالات المركبة التسعة المعروضة يبدو أن حالة الانتشار الخفيفة ومدى العمق المنخفض لظاهرة نقص الأغذية تشير بدون شك إلى الوضع الأقل قسوة، في حين يشكل مركب حالة الانتشار ومدى العمق العاليين لظاهرة نقص الأغذية الحالة الأسوأ. وتضم الفئة الأخيرة أربع دول من الضروري بذل جهود خاصة من أجل تحقيق تحسن ملحوظ لوضع السكان ناقصي الأغذية فيها.

14 -    ويجلب التقدم نحو تحقيق هدف خفض عدد ناقصي الأغذية معه عادة تقليصا في حجم العجز في أغذية الطاقة للفرد ناقص الأغذية أيضا. ومع ذلك، ومن منطلق رفاهية ناقصي الأغذية، فإن تحسنا هاما يمكن تحقيقه من خلال خفض حجم العجز للفرد ناقص الأغذية في البلدان التي تعاني حاليا من معدلات متوسطة إلى مرتفعة حتى من دون تحقيق خفض هام لعدد ناقصي الأغذية على الأجل القصير.

دال - نظرة سريعة على الوضع الصحي والتغذوي

15 -    جرى عرض المعلومات المتعلقة بالوضع الصحي والتغذوي للبلدان المختلفة في الجدول الملحق الثاني. يعرض الجدول ثلاثة مؤشرات للوضع التغذوي (نسبة الأطفال دون سن الخامسة المصابين بالهزال والتأخر في النمو نقص الوزن خلال أحدث فحص طبي)، وثلاثة مؤشرات للوضع الصحي (العمر المرتقب عند الميلاد، معدل الوفيات بين الأطفال دون الخامسة ونسبة السكان التي تتوافر لها فرصة الحصول على الرعاية الصحية الكافية). إن انخفاض العمر المرتقب عند الميلاد مع ارتفاع مستويات المؤشرات الأربعة الأخرى فى نفس الوقت يدل بوضوح على وجود مشكلات حادة على الصعيدين الصحي والتغذوي. وبالعكس عندما يكون العمر المرتقب مرتفعا والمؤشرات الأخرى منخفضة، فإن ذلك يعني أن الوضع أكثر تحسنا.

16 -    من بين البلدان الثمانين تقريبا التي درست، حققت تسعة منها درجات ممتازة على صعيد جميع المؤشرات، في حين كانت نسبة أداء 16 منها سيئة للغاية على صعيد المؤشرات الستة كلها. وتعاني هذه الأقطار الـ 16 أيضا من معدلات عالية أو عالية جدا لانتشار ظاهرة نقص الأغذية.

17 -    وعموما، يتوقع أن يرتبط الوضع التغذوي للأطفال بكمية الغذاء والحالة الصحية وأوضاع الصحة العامة للسكان ككل. وحتى هذا الترابط عام أيضا، فهناك بعض الشواهد حيث نسبة عالية من الأطفال يعانون من نقص الوزن حتى في المناطق التي يكون انتشار ظاهرة نقص الأغذية فيها منخفض أو فرص الحصول على الرعاية الصحية كبيرة جدا. ويشهد هذا على أن الوضع التغذوي يتوقف على تفاعل مجموعة كبيرة من العوامل المختلفة. ويجب فهم تفاعل هذه العوامل فيما بينها وجمع البيانات بصورة منتظمة مع القيام بمزيد من التحليلات الدقيقة. ويمثل تطوير هذه الوسائل تحديا له الأولوية القصوى لنظام المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة.

ثالثا - رصد الظروف الرئيسية الحالية

ألف - الأداء الاقتصادي الشامل

18 -    كما سيناقش في القسم الرابع أدناه، فإن نصيب الفرد في إجمالي الناتج القومي، رغم أنه عامل ينقصه الكمال، فسيوفر بعض المؤشرات على مدى إمكانية سكان البلاد على الحصول على الأغذية اللازمة لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات من أغذية الطاقة لممارسة حياة صحية طبيعية. وعلى ذلك يتضمن الجدول الملحق الأول المعلومات عن هذا المؤشر حسب البلدان المختلفة.

19 -    وعلى النطاق العالمي، لا تتوافر سوى التقديرات الأخيرة عن إجمالي الناتج المحلي ⁽²⁾. وتشير توقعات نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي خلال 1999 و2000 (على أساس أسعار الصرف في الأسواق) إلى نمو اقتصادي إيجابي على النطاق العالمي (أنظر الجدول رقم 2). ويبين الجدول بأن من المتوقع حدوث أعلى معدلات النمو في عام 2000 في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث يؤدي التوسع في صناعة التعدين والمناجم إلى أن تكون موزامبيق وبوتسوانا وأنغولا من بين البلدان الأكثر إنجازا على هذا الصعيد. ويتوقع نمو أبطأ، رغم أنه لايزال بمعدلات قوية، في شمال أفريقيا والشرق الأدنى. وبعد أن استعاد الاقتصادى البرازيلي عافيته من الأزمة المالية التي عصفت بها في 1998 و1999 فإن نمو إجمالي الناتج المحلي الإقليمي لأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي قد ازداد من 0.0% في عام 1999 إلى 3.4% في عام 2000. في حين أن آسيا لازالت بعيدة عن أنماط النمو التي لوحظت فيها في أوائل التسعينات، رغم أن اقتصادها بدأ يشهد انتعاشا خفيفا بعد الأزمة المالية الحادة في عام 1998، وبلغ معدل النمو السنوي في إجمالي الناتج المحلي 2.7% في عام 2000. ويتوقع تطور بطئ في النمو الاقتصادي للبلدان التي تمر بالمرحلة الانتقالية وتنتسب كل من مولدوفا، سلوفاكيا، ليتوانيا، رومانيا، روسيا، جمهورية التشيك، بيلاروسيا، كرواتيا وكازاخستان إلى مجموعة البلدان العشرين الأبطأ نموا ضمن هذه البلدان.

20 -    تشير التوقعات الأولية⁽³⁾ للنمو الإقليمي لإجمالي الناتج المحلي على أساس نصيب الفرد حتى عام 2005، بأن التوجهات الإيجابية الملحوظة في المرحلة الراهنة ستستمر في الغالب، كما أن معدلات النمو الاقتصادي المتوقعة لأفريقيا، وهى مرضية على العموم، ستبقي غير كافة لتمكين البلدان شديدة الفقر من الانتقال إلى مستوى من الوضع الاقتصادي تتحسن في ظله الأوضاع الاقتصادية لجميع السكان بصورة ملحوظة.

الجدول رقــم 2: توقعــات معــدلات النمــو الإقليمــي
لنصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي في 1999 و2000⁽⁴⁾

باء - الأوضاع والتوقعات الراهنة للسلع الغذائية الأساسية

21 -    يعتبر الرصد والتقييم المنظمان لأوضاع الأسواق العالمية للسلع الغذائية الأساسية جزءا مكملا لنشاطات المنظمة المتعلقة بتقديم معلومات الإنذار المبكر عن التقلبات الاقتصادية ذات التأثيرات الكبيرة على أوضاع الأمن الغذائي على الأصعدة القطرية والإقليمية والعالمية. ويقدم الجدول الملحق الثالث عرضا عاما للتوقعات الراهنة للسلع الغذائية (الحبوب، الجذور والدرنات) والسلع الغذائية الأساسية الأخرى. وتجدر الإشارة إلى أن الأمانة قد بدأت، من أجل تحسين قدرة المنظمة على توفير معلومات الإنذار المبكر عن الأوضاع المتغيرة للأمن الغذائي للفئات المعرضة، برنامج عمل يتضمن وضع تقنيات تسمح في آخر المطاف بربط عملها في مجال تحليل أسواق السلع على الصعيد القطري بعملية تقييم حالة الأمن الغذائي للفئات المعرضة. غير أن هذه الوثيقة سوف تستمر إلى أن ينتهي العمل من هذا البرنامج، في تقديم موجز لأحدث تقييم تجريه المنظمة عن أوضاع السوق الخاصة بالأغذية الأساسية للعام الحالي والأعوام القريبة التالية.

22 -    يتوقع أن ينمو الإنتاج العالمي للأغذية الأساسية في عام 2000 بمعدل 1% عن العام الماضي ليصل إلى 059 2 مليون طن. ويتوقع أن تحدث هذه الزيادة في جزئها الأكبر في البلدان المتقدمة، بينما يحتمل أن تبقى معدلات الانتاج في البلدان النامية دون تغيير عن العام الماضي. ويمكن أن يحدث حتى هبوط خفيف في إنتاج الأغذية الأساسية في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض.

23 -    ويتوقع أن يزداد الإنتاج العالمي من الحبوب في سنة 2000 بمعدل 1.3% عن العام الماضي ليصل إلى 896 1 مليون طن (بما فيها الأرز بمعادله المضروب). وهو أكثر مما كان مقدرا لعام 1999 بنحو 1%. وترجع هذه الزيادة إلى التوسع المتوقع في إنتاج الذرة، في حين يبقى انتاج القمح عمليا بدون تغيير عن الموسم الماضي. بينما يمكن أن يهبط إنتاج الأرز إلى ما دون مستوى انتاج عام 1999. وحددت الأسعار العالمية المنخفضة والتغييرات في السياسات القطرية كأسباب أساسية لانخفاض انتاج الأرز في عام 2000. وبناء على التوقعات الراهنة، فإن الاستهلاك الكلي للحبوب في 2000/2001 سيتجاوز كمية الانتاج مسببا انخفاضا في المخزونات العالمية للحبوب للعام الثاني على التوالي. ويترتب على ذلك أن التوازن العام للعرض والطلب للموسم القادم سيبدأ في إظهار قدر من الخلل يزيد عما حدث في الموسمين الماضيين، ويمكن أن يؤدي هذا بطبيعة الحال إلى ارتفاع الأسعار. ولتجنب أى تدهور لاحق في التوازن بين العرض والطلب في أسواق الحبوب، يتعين تحقيق زيادة ملموسة في إنتاج الحبوب في عام 2001.

24 -    ويتوقع أن يبلغ الإنتاج العالمي للجذور والدرنات في عام 2000 حوالي 652 مليون طن (بما يعادله من الجذور الطازجة) تنتج منها 72 في المائة في البلدان النامية، وأساسا في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض (59%). وتبلغ كميات البطاطس والكسافا والبطاطا الحلوة 45، 26 و20 في المائة على التوالي من الإنتاج العالمي، والباقي هى جذور ودرنات أخرى مثل القلقاس والياوتيا والكوكويام. و لا يدخل التجارة العالمية سوى جزء صغير فقط من الجذور والدرنات لأن الإنتاج الرئيسي يجري في البلدان النامية للاستخدام المحلي، في حين أن احتمالات التلف العالية وصعوبة النقل يجعلان تكلفة النقل عالية جدا. وتقتصر التجارة العالمية على الأكثر على الكسافا المعالجة (الرقائق والحبيبات) وللأعلاف والبطاطس.

25 -    زاد الإنتاج العالمي للزيوت والدهون بصورة متواصلة خلال التسعينات ليصل الى نحو 114 مليون طن في موسم 1999/2000. وشاركت كل الأقاليم، باستثناء رابطة الدول المستقلة، في هذه الزيادة. وكانت آسيا الإقليم الرائد في الإنتاج العالمي للزيوت والدهون، حيث قدرت نسبة انتاجها في 1999/2000 بـ 40 في المائة تقريبا من مجموع الإنتاج العالمي، تبعتها كل من أمريكا الشمالية والوسطى (بنسبة 23 في المائة)، ومن ثم أوروبا وأمريكا الجنوبية (15 و13 في المائة على التوالي). وتستهلك آسيا 50 مليون طن من الزيوت والدهون، وتشكل بذلك المستهلك العالمي الأول لهذه الموارد، تتبعها كل من أمريكا الشمالية والوسطى وأوروبا. ولوحظ في الأعوام الأخيرة النمو الأسرع في استهلاك الزيوت والدهون في آسيا وأمريكا الشمالية والوسطى. وفيما يتعلق بالتجارة، فإن آسيا عززت مواقعها القيادية في العقد الأخير في كلا سوقي التصدير والاستيراد الخاصة بالزيوت والدهون. وحققت عمليات التصدير في الإقليم نسبة نمو الـ50 في المائة تقريبا منذ أواسط التسعينات لتبلغ 23.5 مليون طن في 1999/2000. وتأتي أوروبا في المرتبة الثانية من حيث حجم الاستيراد في العالم (نحو 12 مليون طن)، في حين أن الإقليمين الرئيسيين الآخرين للتصدير كانتا أمريكا الشمالية والجنوبية (11 و10 مليون طن على التوالي).

26 -    ويتوقع معدل للنمو في الإنتاج العالمي للحوم بحدود 2 في المائة في عام 2000 بعد أن أدى انخفاض أسعار اللحوم في عام 1999 إلى الحد من توقعات إمكانية إنتاج اللحوم الحمراء في معظم البلدان المنتجة والمصدرة لها. وتقلصت المخزونات من لحوم الخنازير، وإعادة تكوين القطعان في صناعة تربية الحيوانات في الأقاليم المتقدمة. غير أن من المتوقع تعويض الهبوط الناشئ عن ذلك في الانتاج الكلي للحوم في هذه الأقاليم عن طريق زيادة إمدادات اللحوم في البلدان النامية. وسوف يؤثر انخفاض إمدادات اللحوم في البلدان المتقدمة والتي بلغت نحو ثلاثة أرباع شحنات اللحوم في عام 1999، بصورة معاكسة في حجم التجارة بمنتجات اللحوم في عام 2000، والتي يتوقع أن تشهد معدل نمو لا يتجاوز واحد في المائة. ومن العوامل المحددة الأخرى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بصورة طفيفة عن أسعارها في عام 1999 وكذلك الاحتمالات المحدودة لتقديم معونات غذائية من اللحوم لروسيا الاتحادية. ومن المنتظر أن تظل واردات اللحوم الآسيوية مرتفعة في عام 2000، وإن كان من غير المتوقع تكرر مضاعفة نموها كما كان الحال في عام 1999، في حين أن شحنات اللحوم لأمريكا الشمالية، التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث حجم الواردات، ثاني أوسع سوق توريد بعد آسيا، سيجري دعمها بالإنتاج المحلي المنخفض من اللحوم. ومع أنه لا يعتقد بأن النمو في هذه الأسواق يعادل هبوط الواردات في روسيا، فمن المحتمل ألا تزيد صادرات الولايات المتحدة في إطار انخفاض الإمدادات وارتفاع الأسعار المحلية إلا بصورة طفيفة. فضلا عن ذلك سوف تتضرر صادرات المجموعة الأوروبية نتيجة لخفض سقف الصادرات الذي وضعته منظمة التجارة العالمية لجميع صادرات اللحوم وحظر ترحيل الدعم غير المستخدم ابتداء من يوليو/تموز 2000. وعلى العكس من ذلك، سييسر انخفاض الأسعار النسبية في أمريكا الجنوبية الناتجة عن خفض قيمة العملة البرازيلية في عام 1999 وتدعمها بسبب العلاقات التجارية القوية بين بلدان السوق المشتركة الجنوبية، الصادرات في عام 2000. وسيجرى دعم حركة السلع من هذا الإقليم إلى الولايات المتحدة بدرجة أكبر من خلال تحسين الوضع الصحي للحيوانات وبالأخص الأقاليم في البرازيل التي يحتمل أن تعلن خلوها من الحمى القلاعية في عام 2000.

27 -    ويتوقع أن يزيد الإنتاج العالمي من الألبان بنسبة 2 في المائة خلال عام 2000 حيث يزيد الانتاج في معظم البلدان. ويتوقع نمو إيجابي في معظم الأقاليم في العالم وبالأخص في أوسيانيا، وأمريكا الجنوبية وجنوب آسيا. وعلى الرغم من ذلك، فإن التوسع المحتمل في إنتاج الألبان في معظم البلدان المصدرة قد لا يكفي لمواجهة الطلب العالمي المتنامي بسرعة والراسخ في عام 2000. وإذا ما حدث هذا، فإن إمدادات بعض منتجات الألبان في الأسواق العالمية وبخاصة الألبان المجففة قد تصبح غير كافية. ولذلك فإنه من المتوقع أن يرتفع متوسط الأسعار في عام 2000 بالمقارنة بالعام الماضي.

جيم - مؤشرات الأمن الغذائي العالمي

28 -    يبين الجدول رقم 3 سبعة مؤشرات مستقلة للأمن الغذائي قيد الاستخدام منذ منتصف السبعينات. وبينما تقتصر المؤشرات هذه على الحبوب، فإنها تسلط الضوء على حالة الأغذية في العالم في الوقت الحاضر وفي المستقبل. وتقدم تحليلات النمو في 1999/2000 وتوقعات 2000/2001 في الجدول أدناه.

الجدول 3- التغيرات في مؤشرات الأمن الغذائي⁽⁵⁾

29 -    ويقدم المؤشر الأول معلومات عن المخزونات العالمية بالمقارنة بمستوى طلبات السوق المتوقعة. وبصورة عامة ترى أمانة المنظمة أن نسبة 17-18 في المائة من مخزونات نهاية المدة من الحبوب للاستخدام الاتجاهي في السنة التسويقية التالية هي الحد الأدنى الضروري لضمان الأمن الغذائي العالمي. ويتكون هذا من نسبة 12 في المائة كمخزونات تشغيلية ونسبة 5-6 في المائة الباقية كمخزونات احتياطية. وبلغت مخزونات الحبوب 331 مليون طن عند نهاية موسم عام 2000، وهو ما يقل بنحو 15 مليون طن، أو أكثر بقليل من 4 في المائة عن مستوى السنة السابقة. وكان الانخفاض المتوقع في مخزونات القمح والذرة، في حين من المتوقع زيادة مخزونات الأرز للسنة الثانية على التوالي. عموما، فإن نسبة كميات الحبوب المحتفظ بها أو المرحلة للموسم التالي بهدف استخدامها في موسم 2000/2001 وصلت إلى 17.4 في المائة، وتقع في نطاق الحد الأدنى اللازم للأمن الغذائي والبالغ 17-18 في المائة. وبناء على آخر توقعات الانتاج لعام 2000، يتوقع حدوث المزيد من الانخفاض في مخزونات الحبوب العالمية للوفاء بمستويات الاستهلاك العالمي المتوقعة في موسم 2000/2001. لذلك وعند نهاية مواسم التسويق في البلدان في 2001 يتوقع أن يصبح مستوى مخزونات الحبوب العالمية في حدود 321 مليون طن. أى أقل بنحو 10 ملايين طن، أو 3 في المائة عن مستوى أول المدة المنخفض أصلا. ويتوقع أن تنخفض المخزونات من جميع الحبوب الرئيسية تقريبا، وقد يؤدى ذلك ألى انخفاض نسبة المخزونات الاحتياطية/المخزونات التشغيلية إلى نسبة 16.6 في المائة مما يقل عن مستوى الحد الأدنى اللازم لضمان الأمن الغذائي.

30 -    ويقيس المؤشر الثاني إمكانية البلدان الخمسة الرئيسية المصدرة للقمح على الوفاء بطلبات الاستيراد من القمح والحبوب الخشنة والذرة. وهى عبارى عن نسبة مجموع إنتاج هذه البلدان ووارداتها ومخزوناتها في أول المدة إلى مجموع استهلاكها الداخلي زائدا التصدير⁽⁶⁾. وقدرت هذه النسبة في 1999/2000 عند حدود 1.17 مما يقل قليلا عن السنة الماضية ولكنها أعلي من المتوسط القائم منذ فترة طويلة البالغ 1.14. وبناء على مؤشرات العرض والطلب التمهيدية لعام 2000/2001 فإن هذه النسبة يمكن أن تهبط إلى 1.16 في المائة. وعلى جانب الإمدادات يتوقع أن يزيد مجموع انتاج الحبوب في البلدان المصدرة الرئيسية خلال عام 2000 ولكن مخزوناتها الافتتاحية المشتركة أقل من المخزون السنوى للسنة السابقة. أما بالنسبة للطلبات فمن المحتمل أن تبين كل من الحاجات الداخلية والتصدير زيادة عن مثيلتها في السنة السابقة.

31 -    وتشير المجموعة الثالثة من المؤشرات إلى نسبة الحجم النهائي لمخزونات الحبوب في نهاية المدة لدى البلدان المصدرة الرئيسية للقمح والذرة والأرز إلى مجموع السحب من هذه الحبوب (الاستهلاك المحلي زائدا التصدير). وعلى ضوء آخر التقديرات لعام 1999/2000، تعكس هذه النسب، باستثناء الأرز، انخفاضا طفيفا عن معدلات الموسم الماضي. وكان العامل الرئيسي لانخفاض المعدلات في عام 1999/2000 يكمن في هبوط مخزون القمح وقصب السكر في بلدان المجموعة الأوروبية بعد انخفاض انتاجها لهما في السنة الماضية. وبالتطلع نحو المستقبل، هناك احتمال حصول زيادة في محصول الذرة خلال موسم 2000/2001 في كل من كندا والمجموعة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن أن يؤدي ذلك الى انتعاش طفيف في معدلات انتاج الذرة. وبالمقارنة، فإن انتاج كميات أقل من القمح خاصة في كندا والولايات المتحدة سوف يتسبب في خفض معدلات الإنتاج الكلية إلى أقل من معدلاتها للسنة السابقة. كما أن معدلات الأرز يتوقع لها أيضا أن تهبط عن مستوياتها للسنة السابقة، بسبب احتمال انتاج الصين لكمية أقل من هذه المادة.

32 -    المؤشر الرابع يقيس التغييرات في إنتاج الحبوب في الصين والهند ورابطة الدول المستقلة، وهى البلدان الرئيسية المستوردة للحبوب مقابل الاتجاه والسنة السابقة. وفي سنة 1999 دل المؤشر على تحسن واضح خلال العام الماضي عندما بلغت نسبة الزيادة 1.32 بالمقارنة مع نسبة الهبوط التي زادت عن 4 في المائة في عام 1998. أما بالنسبة للقمح فإن كافة البلدان المسجلة ضمن هذه الفئة حققت زيادة في إنتاج هذه السلعة. وكان الأداء الكلي بالنسبة لإنتاج الأرز أيضا إيجابيا بسبب كون انتاج الصين مساويا تقريبا لانتاجها للسنة السابقة، بينما جنت الهند محصولا أكبر مقارنة بعام 1998. وفيما يخص الحبوب الخشنة رغم تأثير انتعاش انتاجها في بلدان رابطة الدول المستقلة، حدث هبوط في انتاج كل من الصين والهند. أما بالنسبة لعام 2000 فإن المتوقع أن تكون التحولات النهائية سلبية إذ يصل الهبوط إلى 1.38 في المائة مقارنة بالعام السابق، رغم توقع نمو في إنتاج الحبوب في كل من الهند وبلدان رابطة الدول المستقلة. ويعزى السبب كليا الى الصين حيث تشير التوقعات الأخيرة لإنتاج الحبوب لعام 2000 إلى انخفاض الانتاج بنحو 12 مليون طن. ومن الجدير بالذكر أنه باستثناء بلدان رابطة الدول المستقلة، ظل حجم واردات الحبوب من قبل الصين (البلد الرئيسي) والهند منخفضا نسبيا. فقد أدت زيادة انتاج الحبوب في الصين في السنوات الأخيرة إلى تحول الصين إلى بلد مصدر للحبوب، في الوقت الذي أخذت واردات الهند تنخفض أيضا نتيجة للمحصول المحلي الوفير.

33 -    يركز المؤشر الخامس بصورة محددة على التغييرات في إجمالي إنتاج الحبوب في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض. ففي عام 1999 انخفض الانتاج الكلي للحبوب في مجموعة البلدان هذه بصورة طفيفة فقط مقارنة مع السنة التي سبقتها. ومن الممكن أن يكون الانخفاض واضحا أكثر في عام 2000، مع هبوط كلي في الإنتاج يصل إلى 1.22 في المائة مقارنة بعام 1999. ومن جانب آخر وبسبب إمكانية التأثير الكبير لإنتاج الصين والهند في الفعالية الإجمالية لهذا المؤشر، فإن المؤشر السادس يقيس التغييرات في إجمالي إنتاج الحبوب لبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض، باستثناء كل من الصين والهند. وفي الواقع فإن المحصول الكلي لدول المجموعة هذه في عام 1999 كان أعلى قليلا، في حين بالنسبة لعام 2000 فإن التنبؤات تشير إلى توسع مقداره 1.32 في المائة مقارنة بهبوط نسبته 1.22 في المائة عندما تضم كل من الصين والهند أيضا إلى المجموعة.

34 -    ويقدم المؤشر السابع مقارنة لأسعار التصدير الخاصة بالحبوب الرئيسية، وباستثناء أسعار الأرز فإن الأسعار العالمية للحبوب استمرت في اتجاهها نحو الهبوط خلال 1998/1999. وتم تسجيل هبوط أكثر في أسعار أغلب أنواع الحبوب تقريبا خلال موسم 1999/2000. وكان العامل الرئيسي لضعف الأسعار في السنوات الأخيرة هو إمدادات التصدير الكبيرة، خاصة بين الدول المصدرة التقليدية للحبوب وعلى ضوء نمو معتدل فقط في تجارة الحبوب العالمية (صافي المعونات الغذائية).

35 -    وإجمالا، فإن المؤشرات السبعة تشير إلى أوضاع إيجابية بصورة عامة للبلدان المستوردة للحبوب خلال السنة التسويقية الماضية. وخلال موسم 1999/2000 تبين كفاية إمدادات الحبوب وكانت الأسعار ضعيفة بشكل عام. ومع ذلك فإن توقعات 2000/2001 تشير نوعا ما إلى حالة متأزمة بعض الشئ بصورة عامة للعرض والطلب مما يشير إلى حدوث مزيد من الانخفاض في مخزونات نهاية المدة عام 2001. ويعاني في الوقت الحاضر أكثر من 100 مليون نسمة في 26 بلدا في مختلف أقاليم العالم من الجفاف. وعلى الرغم من أن هذه البلدان لم تعلن كلها حالات طوارئ غذائية رسمية، فإن تأثيرات الجفاف واسع النطاق على أوضاع الأمن الغذائي لكل من المستهلكين والمنتجين مقترنة بالانخفاض النسبي في مخزونات الحبوب العالمية تشير إلى أن العام القادم سيكون أكثر صعوبة.

دال - حالات طوارئ الأغذية والمعونة الغذائية

36 -    حالات الطوارئ الغذائية والزراعية نتجت عن الصراعات الأهلية والكوارث الطبيعية أو التي تسبب الناس في حدوثها. وغالبا ما تتسبب في انعدام الأمن الغذائي في هذا الجزء أو ذاك من العالم. في عام 1999 كانت الكوارث الطبيعية عاملا مهما، ساهمت في انخفاض إنتاج الحبوب في البلدان النامية والتي قدرت بحدود 026 1 مليون طن وهذا يمثل نسبة 2 في المائة أدنى من معدلات السنة السابقة. إضافة إلى أن أناسا عديدين فقدوا مصادر رزقهم وتعطلت الأسواق عن العمل في عدد من المناطق التي تأثرت بالأزمات. وكان الأشخاص المتأثرون بذلك في أنحاء العالم 52 مليون شخص في أكتوبر/تشرين الثاني 1999.

37 -    وفي أواخر مايو/أيار 2000 واجه 36 بلدا ناميا نقصا خطيرا في الأغذية بسبب الجفاف، وكذلك بسبب الحروب الأهلية والفيضانات وبخاصة في أفريقيا. إضافة لذلك فإن عددا من البلدان التي تمر بمرحلة التحول واجهت صعوبات كبيرة في ضمان أغذية كافية لقطاعات مواطنيها.

والمناطق التي تثير قلقا خاصا في هذا المجال هي:

• في أفريقيا (16 بلدا)، أنغولا، بوروندى، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جمهورية الكونغو، اريتريا، أثيوبيا، كينيا، ليبيريا، مدغشقر، موزامبيق، رواندا، سيراليون، الصومال، السودان، تنزانيا وأوغندا.
• في آسيا (11 بلدا)، أفغانستان، أرمينيا، أذربيجان، تيمور الشرقية، جورجيا، العراق، الأردن، جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، منغوليا، سورية وطاجيكستان.
• في أمريكا اللاتينية (7 بلدان)، كوبا، السلفادور، غواتيمالا، هايتي، هندوراس، نيكاراغوا وفنزويلا.
• في أوربا (بلدان)، روسيا الاتحادية وجمهورية يوغوسلافيا الاتحادية.

38 -    وبناء على آخر المعلومات من برنامج الأغذية العالمي فإن كميات الحبوب المشحونة كمعونة غذائية في 1999/2000 (يونيو/حزيران ويوليو/تموز) بلغت 7.5 مليون طن، وكان أقل بشكل واضح من كمية 10.8 مليون طن التي تم شحنها في 1998/1999. إن تراجع شحنات الحبوب الى روسيا الاتحادية غطى أغلب كمية الانخفاض في الشحن مقارنة بالسنة السابقة. وغدت تقديرات كميات شحن المعونة الغذائية لعام 2000/2001 (يونيو/حزيران ويوليو،تموز) صعبا بسبب صعوبة تقديم المعلومات عن تحديد الأهداف، وميزانيات المعونة الغذائية إلى منظمة الأغذية والزراعة من قبل الدول المتبرعة كل على حدة. ويعزى هذا جزئيا الى طبيعة الاتفاقية الجديدة للمعونة الغذائية. فالاتفاقية الجديدة التي بدأ بتطبيقها في يوليو/تموز 1999 تدعو إلى توجه أكثر مرونة للمعونات الغذائية من خلال توسيع قائمة السلع المستحقة وأسلوب المساهمات⁽⁷⁾ لذلك فقد تزايدت صعوبة تقدير شحنات المعونة الغذائية.

هاء - أعباء واردات الحبوب

39 -    من المتوقع أن تبلغ أعباء واردات الحبوب للبلدان النامية في 1999/2000 نحو 21 مليار دولار، ويقل هذا المبلغ بنحو 600 مليون دولار أمريكى أو ما نسبته 3 في المائة عن أرقام السنة السابقة رغم احتمال انخفاض تسليم المعونات الغذائية عن السنوات السابقة. وقد ساهمت أسعار الحبوب العالمية الضعيفة خلال الموسم التجاري في 1999/2000 إلى حد كبير في معادلة تأثيرات ارتفاع حجم الواردات. وبالنسبة لبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض فقد لوحظ أن إجمالي فواتير واردات الحبوب قد انخفض بمعدل 7 في المائة أو ما دون الـ 9 مليار دولار أمريكي، حيث بلغت الواردات 70.5 طن، أقل بنحو 1.5 مليون طن عن الكمية المخمنة للسنة السابقة. ويعزى سبب انخفاض الواردات الى انخفاض المشتريات من قبل عدة بلدان زاد انتاجها من الحبوب.

رابعا - رصد الاتجاهات وقياس درجات التعرض: أحدث التطورات

ألف - اختيار ورصد المؤشرات الأساسية

40 -    لرصد الاتجاهات هدفان كما أبلغت بذلك الدورة الخامسة والعشرون للجنة الأمن الغذائي العالمي. الأول استيعاب الاتجاهات طويلة المدى في المؤشرات التي تمثل قياسات مهمة للأمن الغذائي ومستوى التغذية، أما الغرض الآخر فيتمثل في تحديد التغييرات التي قد تحصل في عناصر البنية الأساسية التي تسبب التعرض وتلك التي تساعد على التنبؤ بما يستجد على طريق تحقيق أهداف مؤتمر القمة.

41 -    وقدم تقرير العام الماضي معلومات عن مؤشرين للحالة (هما متوسط العجز في نصيب الفرد من إمدادات أغذية الطاقة للشخص ونصيب الفرد من إجمالي الناتج القومي) والمرتبطة مباشرة بتوافر الأغذية وفرص الحصول عليها. كما قدمت سبعة مؤشرات لظاهرة التعرض (نصيب سكان الريف في المجموع الكلي، نصيب الفرد من الأرض المزروعة، حصة الزراعة في إجمالي الناتج المحلي، نسبة الطرق المعبدة، معدل الغلات لكل هكتار من محاصيل الحبوب الرئيسية، نسبة البلدان التي تعرضت لحالات الطوارئ، معدل الوفيات للأطفال دون الخامسة)، وكذلك تقديم خمسة مجالات رئيسية اعتبرت ذات صلة بالأمن الغذائي وهى الأوضاع الديموغرافية والبيئية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

42 -    وفي هذا العام، زيد عدد مجالات المعلومات التي تم اختيار المؤشرات الرئيسية منها من سبعة إلى خمسة عشر. وتم ذلك بالاستناد الى تحويل الإطار المفاهيمي لنظام المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة، الوارد في الوثيقة CFS: 98/5 "خطوط توجيهية بشأن نظام المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة" إلى مجموعة من نماذج المعلومات، يتم لكل منها وضع قائمة للمؤشرات من قبل مجموعة العمل المشتركة بين الوكالات لتضمينها في منظومة قاعدة بيانات المؤشرات الرئيسية (للمزيد من التفاصيل أنظر الوثيقة CFS:2000/6). ويعرض الجدول رقم 4 هذه الوحدات أو المجالات الخمسة عشر مع المؤشرات الخاصة بكل واحدة من النماذج التي استخدمت سابقا من قبل أمانة المنظمة في تحضير وثائق التقييم السابقة للجنة الأمن الغذائي وحالة انعدام الأمن الغذائي في العالم في 1999. وهذه القائمة لا تشكل مجموعة من المؤشرات الموصى بها، لكنها تبين ببساطة نطاق المؤشرات اللازمة لتحليل حالات انعدام الأمن الغذائي بصورة طفيفة والتعرض لنقص الأغذية لدى قطاعات معينة من السكان بصورة مستفيضة.

43 -    وأبدت الأمانة والأعضاء الآخرون لمجموعة العمل المشتركة بين الوكالات ملاحظاتهم في مناسبات عدة بأن قاعدة بيانات المؤشرات الرئيسية يجب أن لا تنحصر في هذه المؤشرات الرئيسية التي تعتبر وثيقة الصلة برصد التقدم نحو الأهداف الاجتماعية المختلفة. وبذلك فإن المنظومة الكاملة لقاعدة بيانات المؤشرات الرئيسية سوف تصل إلى عدد كبير من المؤشرات المناسبة والتي يمكن إيجاد كل منها في قواعد البيانات الدولية والقومية الموجودة. ويعطي هذا المتعاملين المرونة لاختيار المؤشرات لاستخدامها لأغراض الرصد والتقييم. وعلاوة على ذلك، أكدت مجموعة العمل المشتركة بين الوكالات مرارا بأنه ولأغراض نظام المعلومات القطري عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة، فإن اختيار المؤشرات يجب أن تمليها بشكل أساسي الحاجات القطرية، ويجب أن تشمل المستويات المحلية وعلى مستوى الأسر التي لها صلة بالفئات المعرضة المعنية في البلاد.

44 -    ومع ذلك وبعد إدراك أن المقارنة فيما بين البلدان تحتاج الى قائمة قصيرة من المؤشرات الرئيسية لرصد متابعة مؤتمر القمة العالمي للأغذية، وضعت مجموعة العمل الفرعية التابعة لمجموعة العمل المشتركة المعنية بالمؤشرات والتقييم ورسم الخرائط، قائمة أولية من ثمانية مؤشرات يمكن استخدامها في أغراض الرصد على المستوى العالمي. ويعرض الجدول رقم 4 هذه المؤشرات وهى مؤشرة بعلامة نجمة، وكذلك قاعدة معلومات عن الكل ماعدا اثنان منها (دليل تفاوت انتاج الأغذية والنسبة المئوية من الدخل المصروف على الغذاء) والتي ضمنت الجدول الملحق بهذه الوثيقة، وهي:

توافر الأغذية

• نصيب الفرد من إمدادات أغذية الطاقة للفرد

فرص الحصول على الأغذية

• نصيب الفرد في إجمالي الناتج القومي
• نسبة الدخل المصروف على الأغذية

استقرار إمدادات الأغذية وفرص الحصول عليها

• مؤشر تفاوت إنتاج الأغذية

الصحة وتعزيز الصحة العامة

• فرص الحصول على مياه الشرب النقية

حالة الاستهلاك الغذائي

• نسبة السكان ناقصي الأغذية

الوضع الصحي

• معدلات الوفيات بين الأطفال دون الخامسة

حالة التغذية

• نسبة الأطفال دون الخامسة الذين يعانون نقصا في الوزن

45 -    تجرى الوثيقة CFS:2000/2/sup.1 مقارنة بين قائمة المؤشرات الرئيسية المقترحة لنظام المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة مع قوائم المؤشرات المركزية الأخرى التي جرى تطويرها من خلال التعاون ما بين الوكالات من قبل منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية ضمن برنامج "التقدم نحو أهداف التنمية الدولية"، ومن قبل مجموعة التنمية القومية المتحدة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وخاصة في جزء "التقييم القطري المشترك" للرصد المشترك، التقييم وجهود التخطيط على المستوى القطري. وقد أجريت مقارنة للتأكد من أن المؤشرات التى نشأت عن جهود منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، وإطار الأمم المتحدة للمساعدات الانمائية (التى تتداخل الى حد كبير) سوف تفي بأغراض قائمة نظام المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة المركزية، أو فيما إذا كانت هناك حاجة لاستكمال هذه المؤشرات لكي تراعي المتغيرات ذات الصلة برصد متابعة المؤتمر. وخرجت الوثيقة باستنتاج يوصي بقائمة مركزية للمؤشرات الخاصة بنظام المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة مبنية على الوقائع الدولية الموجودة، مضيفا عدة مؤشرات جديدة فقط إلى تلك التي سبق وأن تمت الموافقة عليها، لغرض تأمين تغطية مناسبة لأهداف مؤتمر القمة العالمي للأغذية ومعالجة الأمن الغذائي.

46 -    ويمكن عرض نتائج رصد المؤشرات الرئيسية على أساس كل مؤشر على حدة كما جرى خلال هذه السنة، كما في تقارير التقييم السابقة. وفيما يلي عرض موجز للأهمية الفعلية لكل فئة من فئات المؤشرات الخمسة الرئيسية، مع إشارة خاصة إلى قائمة أولية لثمانية مؤشرات مركزية وأخريات تم تسجيلها في هذه الوثيقة (مبينة بحروف بارزة).

• العوامل الهيكلية أو السياقية (العمود ألف في الجدول 4) تمثل العوامل الخارجية التي تحدد الأنظمة الحياتية ومؤشرات المعيشة العامة للبلد. هذه العوامل يمكن لها أن تتغير سلبا أو إيجابا على المدى الطويل في ظل تنمية اجتماعية - اقتصادية، أو تحولات هيكلية أخرى (من خلال الهجرة، وتبني تقنية جديدة، اكتشاف موارد جديدة، الاستثمار في البنى التحتية الاجتماعية والطبيعية الجديدة، التحسين في مستويات التعليم ... وغير ذلك). مستويات المؤشرات هذه غالبا ما تكون متوافقة مع مؤشرات الناتج القومي لكن هناك غالبا صعوبات أكثر في إيجاد علاقة سببية مباشرة.
• العوامل التي تعكس الأداء الاقتصادى العام (العمود باء من الجدول 4) واقتصاديات الغذاء تمكن المحلل من تخمين الأوضاع الحالية فيما يتعلق بتوافر الأغذية وفرص الحصول عليها، والتقديرات المعقولة لتوافر الأغذية، المحسوبة في شكل نصيب الفرد من تجهيزات الطاقة الغذائية يمكن الحصول عليها من موازين الأغذية القطرية التي تصدرها منظمة الأغذية والزراعة. إن الوصول الى مؤشرات جديدة لتوافر الأغذية على المستوى القومي تكتنفه الصعوبة. وكمثال، فإن نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي عموما يرتبط بقوة بنسبة ناقصي الأغذية. وبسبب الاختلافات في نماذج التوزيع من بلد إلى آخر، هذه التداعيات ليست حلا مثاليا، لكن عند جمعها مع مؤشر للفقر وتأثيرها على استهلاك الغذاء، كنسبة مئوية من الانفاق على الغذاء وبيانات إجمالي الدخل القومي يمكن أن يكون متناسبا بالرغم من شيوعها كمقياس مهم لحالة الأمن الغذائي للعديد من الفقراء، إلا أن المؤشرات التي تستخدم في رصد وقياس استقرار التجهيزات، الأسعار والمداخيل لا تتوافر بسهولة. إن استخدام مؤشر تقلبات الانتاج قد تم التوصية به كمؤشر لاستقرار كل من الإمدادات وإنتاج الحقل.
• العوامل التي تمثل الأسباب الفورية أو المباشرة لمشاكل انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية يمكن رصدها على أحسن ما يرام على المستوى الأسري. وتمت مناقشة توجيه لعمل ذلك بتفصيل أكبر في الوثيقة CFS:2000/5 (من هــو الشخـص الغير آمن غذائيا). إن أكثر المواقع حساسية للرصد هي: (أ) الخواص الأسرية واستراتيجيــات المعيشة، (ب) الوضــع الصحــي للأسـر والعناية بالصحة العامة والوقاية من الأمراض، (جيم) العناية وتطبيقات التغذية على النطاق الأسري. إن مقارنة المؤشرات على النطاق الدولي تتوفر بدرجة أقل بالنسبة للفئات هذه لأنها تتعامل وفق سلوك لا مركزي ومتفاوت بدرجة عالية على المستوى الأسري (العمود جيم في الجدول 4). فقط تلك التي تعكس التدخل على المستوى القومي كتأمين الماء النظيف الصالح للشرب، وتوافر رعاية الصحة العامة يمكن رصدها بسهولة على المستوى القومي. على أية حال تبدو ظروف جمع المعلومات الصحيحة، العلاقات السببية بين المؤشرات على المستوى الأسري والمداخيل جد واضحة وقوية. إضافة إلى ما سبق، فإن هذه العلاقات هى تلك التي يمكن التأثير عليها حالا بواسطة تدخلات معينة على أصعدة الأغذية، المداخيل، ممارسات التغذية، الصحة، ورعاية الصحة العامة.
• إن مؤشرات الانتاج تشكل الأهداف الرئيسية لكثير من مؤتمرات القمة والمؤتمرات النوعية، وكما جاء في تقارير سير العمل، فإن متوسط الانتاج (العمود دال في الجدول 4) يمثل بالنسبة المئوية للسكان ناقصي الأغذية (استهلاك الغذاء)، والعمر المرتقب عند الولادة ومعدل الوفيات بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة (الحالة الصحية التي تؤثر إلى الاستخدام البيولوجي للغذاء).
• أخيرا تقدم المعلومات عن نسب الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من نقص في الوزن والهزال وتأخر النمو كمؤشرات جيدة على المحصلة النهائية للوضع التغذوي (العمود هاء في الجدول 4).

الجدول رقم 4:فئات المؤشرات المقترحة لتضمينها في منظومة قاعدة بيانات المؤشرات الرئيسية والمؤشرات المركزية الأولية المقترحة

? تشير الى أن هذا المؤشر قد اقترحته مجموعة العمل الفرعية التابعة لمجموعة العمل المشتركة بين الوكالات لإدراجها في قائمة المؤشرات الأساسية لنظام المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي. وقد وردت المعلومات الحالية عن المؤشرات في أحد الجداول الملحقة في هذه الوثيقة باستثناء الرقم الدليلى لتقلبات الانتاج ونسبة الدخل المنفق على الأغذية حيث لم يتوافرا بعد. واستعيض عن مؤشر الحصول على المياه النقية بمؤشر الحصول على مرافق الصحة العامة.

باء - الأرقام الدليلية والبدائل الأخرى في تقييم درجات التعرض

لنقص الأغذية وتحليلها

47 -    في السنوات العشر الأخيرة، حظي عدد من الأرقام الإرشادية التنموية وبخاصة مؤشر التنمية البشرية (HDI) الخاص ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي باهتمام متزايد. ويتساءل بعض المحليين فيما إذا كان تطوير (مؤشر التعرض لنقص الأغذية) مشابه بإمكانه أن يكون مجالا مثمرا للتنمية في سياق نظام المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة ولتقديم عرض إلى لجنة الأمن الغذائي. وقد اقترحت اللجنة الأخيرة بدورها بصورة متزايدة تطوير وحدات قياس مركبة أو مؤشرات بدلا من إجراء مقارنة بين مؤشرات منفردة⁽⁸⁾

48 -    وفي مجال التنمية، فإن أغلب الأرقام الإرشادية تعرض نتائج عملية التنمية مفضلة ذلك على الطريقة أو العملية نفسها. وكمثال نجد أن مؤشر التنمية البشرية يمثل معدلا لثلاثة أجزاء من نتائج التنمية البشرية: طول العمر (كما يقاس بتوقعات أمد الحياة)، المعرفة (التي تقاس من خلال معرفة القراءة والكتابة بين البالغين وتقديرها 2/3 وتقاس أيضا بمعدل سنين الدراسة وتقديرها 1/3)، ومستوى المعيشة (التي تقاس بحصة الفرد في إجمالي الدخل المحلي ومعدلها بالنسبة للقدرة الشرائية). وعلى نفس الشاكلة فإن مؤشر تفاوت الفاقة يتكون من مؤشر نتائج متغيرين اثنين والذي يضم انتشار أولئك الذين يمثلون شريحة الفقراء ومعدل حجم هبوط مداخيلهم دون خط الفقر.

49 -    مجال واحد يمكن استكشافه بالنسبة لتقارير التقييم الخاصة بلجنة الأمن الغذائي في المستقبل يتعلق بتطوير مؤشر عن درجة الحرمان الغذائي الكلي في بلد ما. والاحتمال الآخر يمكن أن يتضمن تطوير مؤشر يعكس الأوضاع الراهنة الأساسية بالنسبة لحالات انعدام الأمن الغذائي والتغذية الفقيرة في المستقبل. ومثل هذه الأرقام الإرشادية ستوفر أدوات إضافية لرصد الحالة الراهنة، مع التأكيد على مقارنة التنمية فيما يتعلق بتوافر الأغذية في الريف لتكملة تلك التي سبق أن أبلغ عنها بالنسبة لجانب تجهيزات الأغذية.

50 -    وكمثال، فإن مؤشر توافر الأغذية يمكن أن يتكون من مؤشرين يرتبطان بالدخل، وأسعار الغذاء والصحة، ويعكس قدرات الأفراد للحصول على كميات كافية من الأغذية وبنوعية ملائمة وبطاقاتهم الفيزيولوجية الفعالة لاستخدام الغذاء المستهلك.

51 -    إن علاقة مؤشرات الدخل والأسعار والصحة بتوافر الأغذية مدعومة بالملاحظات الحقلية المبلغة على ضوء مواسم المشاركة والانضباط التي بدأتها منظمة الأغذية والزراعة في 12 بلدا (بينان، الكاميرون، تشاد، غواتيمالا، ليبيريا، موريتانيا، ناميبيا، نيكاراغوا، الصومال، تونغا، تركيا وفيتنام)، التي غالبا ما عرضت فيها هذه المؤشرات كأسباب مهمة للتعرض لنقص الأغذية⁽⁹⁾.

52 -    الأرقام الدليلية تمتلك بعض الفوائد عبر النظرة المتعاقبة للعلاقة بين العوامل التفسيرية ومؤشرات الانتاج. ويمكن أن تقدم الأرقام الدليلية في صورة واحدة التأثير المشترك لعدة عوامل تعليلية. وحالما يتم بنائها، فإن الأرقام الإرشادية يمكن استخدامها للمقارنات بشكل عام لتصنيف الإنتاج.

53 -    على أية حال، فإن وضع مؤشر يمكن أن يكون على جانب كبير من التعقيد. أولا، المتغيرات التي يتضمنها المؤشر يجب أن تثبت حسب أهميتها في شرح وتخمين الانتاج. والطريقة التي تجمع فيها المتغيرات يجب أن تكون ذات معنى. وعندما جمع عدد من المتغيرات يجب إيجاد علاقة رياضية مناسبة بينها، وهذه العلاقة ممكن أن تكون عملية جمع، أو ضرب أو يعبر عنها كنسبة.

54 -    بالإضافة الى الأعمال التنموية الخاصة بالأرقام الدليلية التي يمكن استخدامها كجزء من عملية الرصد التي تقوم بها لجنة الأمن الغذائي، فإن العمر مستمر كذلك للبحث في احتمال تطوير إجراءات متعددة الجوانب ووحدات قياسات مركبة للتعرض لنقص الأغذية لاستخدامها من قبل النظم الوطنية للمعلومات عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة. وهكذا فإن العمل المنجز قاد إلى الاستنتاجات التالية:

• الأرقام الدليلية تبدو معقولة عندما تبنى على ضوء العلاقة مع المشاكل المتجانسة. ومنذ أن بدأ نظام المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة بالتعامل مع سلسلة من مشاكل التغذية المختلفة حسب الإقليم، مستوى التنمية، والشرح الأولي للأسباب، فإن الخطوة الأولى المطلوبة تتمثل بتحديد ميادين متجانسة للمشكلة؛
• هناك حاجة لبناء الأرقام الإرشادية من متغيرات تم عرض علاقتها السببية الأولية بصورة مقنعة، وغالبا من خلال استخدام طرق احصائية مناسبة. وهذا يتطلب أن تكون الخطوة الثانية في العملية؛
• من منظور المداخلات، فإن أسباب أغلب مشاكل التغذية التي تؤثر في المجاميع السكانية في البلدان النامية معروفة عامة بصورة جيدة. المشاكل أكثرها بسبب جمع المعلومات المناسبة لتشخيص حالة المشكلة مع مجموعات خاصة، منظمة من قبل المواصفات الأسرية والموقع، وتقدير أولوية المناطق التي تتوفر فيها موارد يجب توجيهها للتعامل مع المشاكل ذات الأهمية الاستثنائية لمجموعات أو مناطق معينة ضمن البلاد.

55 -    وعند اتخاذ خطوات مستقبلية لتطوير الحالة والأرقام الدليلية للتعرض لنقص الأغذية، يجب مراعاة أن الأرقام الدليلية المركبة لا يمكن أن تكون بديلا عن المعلومات التي توفرها المؤشرات الفردية، وإن كانت تعطي معلومات إضافية عن أوضاع انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية في البلدان.

الجدول الملحق الأول
توافر الأغذية، مدى انتشار ظاهرة نقص الأغذية وعمقها والحصول على الأغذية (1996-1998)

الجدول الملحق الثاني
الصحة ومرافق الصحة العامة

الجدول الملحق الثالث
الأغذية: الإنتاج العالمي والاستخدام والتجارة والتغييرات في المخزونات في العالم⁽¹⁰⁾

الجدول الملحق الثالث
الأغذية: الإنتاج العالمي والاستخدام والتجارة والتغييرات في المخزونات في الع الم (10)

- 1 -المصدر: المنظمة

- 2 - إجمالي الناتج المحلي يعادل الناتج القومي الإجمالي ناقصا المتحصلات الصافية من الإيرادات الأساسية من مصادر غير مقيمة.

- 3 - أنظر IMF (May 2000), World Economic Outlook

- 4 - المصدر: Eonomic Intelligence Unit 2000, World Outlook 2000

- 5 -المصدر: منظمة الأغذية والزارعة

- 6 -إذا كانت قيمة النسبة المحسوبة مساوية لواحد، فإن هذا يشير الى أن البلدان الخمسة الرئيسية المصدرة قد استنفدت كليا مخزوناتها من الحبوب خلال السنة التسويقية.

- 7 - تم توسيع قائمة السلع لتتضمن زيوت الطعام، المحاصيل الجذرية (الكسافا، البطاطس وغير ذلك) الألبان المجففة منزوعة الدسم، جذور المحاصيل الصالحة للأكل، السكر، المنتجات التي تمثل جزءا من الغذاء التقليدي لمجموعات التعرض، أو جزءا أساسيا من برامج تكميلية للتغذية، المواد المغذية المحلية والمنتجات الغذائية المدعومة. الفقرات الغذائية هذه تمثلت بشكل إجمالي أقل من 20 في المائة من تعهد أى مانح مع سلع متفرقة محددة ب، 3-7 في المائة من المنحة الكلية لا تشمل تكاليف النقل والكلف العملياتية الأخرى. عموما الحجم الكلي للتعهدات وفق اتفاقية 1999 بلغ 4895 مليون طن، قياسا بمكافئ القمح بالمقارنة مع 535 مليون طن ضمن اتفاقية 1995. وتم التحوط للفروقات على ضوء تعهد الاتحاد الأوروبى بتقديم 130 مليون وحدة نقد أوروبية نقدا أو ما يعادل 588000 طن ويتضمن ذلك أجور النقل أيضا. وعلى أساس الأسعار الراهنة وكلف النقل، فإن تعهدات حجم المعونات الغذائية تحت الاتفاقية الجديدة هي مساوية تقريبا لسابقتها.

- 8 -أنظر الوثيقة CL 116/19، والوثيقة CFS: 99/2

- 9 -أنظر الوثيقة CFS: 99/Inf.

- 10 -المصدر: المنظمة (المجاميع من أرقام قطرية)